شهر من التواصل مع وزارة الخارجيّة في النمسا عبر موقعها الالكتروني، أثمر أخيرًا مقابلة لطلاب الصفّ الثانوي الثاني مع الوزيرة باللغة العربيّة الفصحى، بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربيّة في الثامن عشر من كانون الأوّل.
الأسئلة كانت منوّعة، تناولت مرحلة إقامتها في لبنان خلال فترة الدّراسة الجامعيّة، واطّلاعها على بعض أسماء الأدباء اللبنانيّين، ومدى معرفتها بالموسيقى والفنون اللبنانيّة، فأهميّة اللغة العربيّة وآدابها. وكان الختام عن أهميّة إتقانها اللغات ودورها في تبوّؤها أحد أبرز مراكز القرار في بلدها.
بداية، قالت الوزيرة “إنّها درست لثلاث سنوات في كليّة الحقوق في الجامعة اليسوعيّة، وكانت تعمل في الوقت نفسه، وقد استطاعت خلال الوقت الذي قضته في لبنان لدراسة اللغة العربيّة، أن تستفيد منها في زياراتها المستقبليّة إلى البلدان العربيّة، بخاصّة أنّ الفصحى تمثّل حضارة وثقافة شعب كبير، وهي وسيلة أساسيّة للتفاهم بين أفراد المنطقة العربية، وتوحّد الشعوب من المحيط إلى الخليج. واستشهدت في ذلك برحلات ابن بطّوطة، الرحّالة العربي الشهير وكتابات الأديب الكبير نجيب محفوظ”. كما ذكرت “أنّها قرأت في سنّ العشرين جميع مؤلفات الأديب الكبير جبران خليل جبران وزارت بيت عائلته في بشرّي.”
وعن أهميّة اللغة العربيّة في وصولها إلى منصب وزيرة الخارجيّة، ذكرت الوزيرة أنّها زارت مؤخرًا الكويت والأردن وعقدت مؤتمرًا صحافيًّا باللغة العربيّة الفصحى، وهذا دليل على أهميّة إتقانها هذه اللغة. وتابعت “إنّ امتلاك اللغة يسمح لها بالاطّلاع على مشاكل الشعوب بخاصة من الناحية السياسيّة.”
وفي الجانب الفنّي، تحدّثت الوزيرة عن أهميّة صوت فيروز ولا سيّما أغنيتها “أعطني الناي وغنّي”. وردًّا على سؤال، ذكرت أنّها كانت تسمع كثيرًا أعمالاً للمؤلّف الموسيقي النّمساوي شوبرت، والمعروف عند الشعب اللبناني على اختلاف أعمارهم. وهو الذي يجمع في مؤلّفاته الموسيقيّة نغمات من عدّة خلفيّات ثقافيّة وحضاريّة. وهذا كان مدار حديث دائم مع أستاذها في الجامعة اليسوعيّة الباحث الدكتور أنطوان مسرّة”.
وبعد توجيه الدعوة لها لزيارة لبنان ومدرسة الإليزه، رحّبت الوزيرة بكلّ سرور بالدّعوة لإجراء نقاش مباشر مع التلامذة، ووعدت بتحقيق ذلك في العام المقبل، مع أمنياتها بميلاد مجيد وعام سعيد ملؤه المحبّة والسّلام.